لمعاصي لا يخلو منها أحد إلا من عصم الله، نعصي بألسنتنا، نعصي بأسماعنا، نعصي بأبصارنا، نعصي ونعصي.. نسأل الله أن يتجاوز عنا، أما آثار المعاصي فيقول أحد السلف: إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وامرأتي. هذه هي القلوب الحية النيرة التي تحس بالشر، أما حالتنا فربما نعصيه ولا نحس بالمعصية لضعف الإيمان، أما أولئك فقوة الإيمان تجعلهم يشعرون بآثار المعصية وإن قلت. لقد ذكر ابن القيم في كتابه: «الجواب الكافي» هذا الموضوع، وقال: إن للمعصية أثرا على العبد في بيته وفي أهله وفي أعماله كلها، ولكن لا يشعر بهذا إلا ذوو البصائر الذين لهم قدم صدق؛ لهذا قال الله تعالى: {وكان أبوهما صالحا} (الكهف: 82)، فقالوا: إن صلاح الآباء وتقواهم إنما يكون إن شاء الله سببا في صلاح الأبناء واستقامتهم، وإن كان الإنسان ملتزما فإن الله يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي، لكن صلاح الآباء واستقامتهم ربما يجعل الله لها أثرا في ذرياتهم، وفي الحديث: «احفظ الله يحفظك».