موضوع: فيسبوك في مواجهة مباشرة مع غوغل الخميس يناير 17, 2013 12:17 pm
فيسبوك في مواجهة مباشرة مع غوغل
بدو من المؤكد تقريبا أن الشركة تعتزم إصدار نسخة (فيسبوك ماسنجر) خاصة بالأيباد. وهناك أقاويل أخرى تفيد بأن فيسبوك تعتزم شراء شبكة (أطلس- Atlas) الإعلانية من مايكروسوفت، ناهيك عن إمكانية أن تسعى عملاقة التواصل الاجتماعي إلى دخول عالم محركات البحث عبر الانترنت- المدعومة بالإعلانات.
كثرت الشائعات مؤخرا حول ما تسعى شركة فيسبوك إلى تنفيذه من مشاريع في المستقبل القريب، فالبعض يزعم أنها تنوي صنع هاتف نقال جديد أو نظام تشغيل للأجهزة المحمولة بحيث يعمل بالتوافق مع واحد أو أكثر من الهواتف المتوافرة في الأسواق. من جهة ثانية،
لكن صدق هذه الشائعات لا يؤثر بالضرورة على نظام التشغيل (أي أو أس- iOS) من أبل، وإنما يضع فيسبوك في مواجهة مباشرة مع غوغل. فهل صحيح أن كلا من فيسبوك وغوغل تتنافسان بقوة على الاستفادة من نظام التشغيل (أي أو أس)؟ دعونا نلق نظرة على هذه المسألة: فالمجموعة الأخيرة من التطبيقات التي أصدرتها غوغل لتتوافق مع نظام (أي أو أس) ترقى لأن تكون نظام تشغيل في حد ذاتها. من جانب آخر، يمكن لفيسبوك أن تفعل الشيء ذاته ولكن بطريقة مختلفة.
في الحقيقة، لكل من فيسبوك وغوغل منهج مختلف في كيفية الوصول إلى المستخدمين- والمعلنين أيضا. وكما يقول إلي باريزر في كتابه الرائع (فقاعة الترشيح) فإن "غوغل وفيسبوك تختلفان من حيث طبيعة الاستراتيجيات ونقاط الانطلاق – فالأولى تنطلق من زاوية العلاقات المبنية على توافر المعلومات والأخرى تنطلق من زاوية العلاقات الاجتماعية المبنية على الأشخاص أنفسهم- ولكن كلا الطرفين يطمح في نهاية المطاف لأن يحصد المزيد من الأرباح عن طريق نشر الإعلانات".
لكن رغم حقيقة أن أبل قد قننت حجم إنتاج أجهزة أيفون 5، يبقى مستخدمو نظام (أي أو أس) أكبر أهمية من مستخدمي نظام أندرويد. وحيث أن هذه المسألة تتمحور أساسا حول الإعلانات، فمن المحتمل أن تستعيض فيسبوك عن صنع هاتف نقال أو ابتكار نظام تشغيل للأجهزة المحمولة بمحاولة استهداف نظام تشغيل أبل بذات الطريقة التي تنتهجها غوغل.
وهكذا فبينما من المحتمل أن تكون فيسبوك في طور استحداث هاتفها أو نظامها التشغيلي الخاص، لعلها أيضا قد آثرت تطوير مجموعة من التطبيقات التي تعمل وفقا لنظام (أي أو أس) بحيث تصبح جزءا لا يتجزأ من هذا النظام، على غرار ما فعلته غوغل من خلال تطبيقاتها الخاصة بالهواتف النقالة. ومن الممكن أن تعمد الشركة إلى القيام بالأمر ذاته مع أندرويد وحتى ويندوز أو بلاك بيري 10. ومن يدري فلربما تحقق هذه التطبيقات الجديدة انتشارا واسعا في كل مكان.
وخلاصة القول هي أن نموذج عمل فيسبوك المتعلق بإيجاد تطبيقات للأجهزة المحمولة والمرتكز على تقديم خدمات الرسائل والأخبار والألعاب والترفيه للأشخاص سيكون مختلفا عن نموذج غوغل أو أبل. وفي حين أن العديد من التطبيقات الهامة للهواتف النقالة تمضي في هذا الاتجاه ذاته، إلا أن فيسبوك وغوغل تمتازان ببراعتهما في الدخول إلى حياة الأشخاص من جميع الاتجاهات. ويبقى السؤال الأهم هو: ما الفوائد التي سيجنيها المستخدم من تواصله مع العالم بأسره عبر فيسبوك، فنحن نعلم مسبقا الفوائد التي ستعود على الشركة جراء ذلك.